قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، كان كبار المسؤولين في مجال الأمن القومي في إسرائيل والولايات المتحدة يعبرون عن ثقتهم الزائدة بالوضع. وكانوا يتوقعون عدم وقوع هجوم مباغت وغير مسبوق، لكن ما جرى في صباح ذلك اليوم وضعهما في موقف صعب.
فقبل 6 أيام فقط من الهجوم الذي شنته حركة حماس وأطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى"، ظهر تساحي هنيغبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، في مقابلة إذاعية، وكان يعبر عن اعتقاده الشديد بأن حماس لن تقوم بأي هجوم. وقال إنه منذ تنفيذ عملية "حارس الأسوار" أو "سيف القدس" في مايو 2021، لم تطلق حماس قذيفة واحدة من قطاع غزة.
هنيغبي، الذي يعتبر واحدًا من أقرب المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتياهو، لم يكتف بذلك، بل أشار إلى أن حماس لن تقوم بأي عمل عسكري ضد إسرائيل قبل مرور 15 عامًا، وهو تقدير مفرط بالثقة.
فيما انتقلت المسؤولية الأمنية الإسرائيلية عن الحذر الذي كان معتادًا على سماتها، حيث كان مسؤولو الأمن والاستخبارات يعرضون سيناريوهات متعددة ولا يكتفون بتصوير واحد فقط. ويعود الدور الأساسي لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الذي يترأسه هنيغبي، إلى تقدير التهديدات والمصادر المحتملة للخطر وتقديم توصيات للحكومة.
وتقوم هذه المجلس على الأجهزة الاستخباراتية والمعلومات التي تُجمع باستمرار، ولديها فريق يعمل على صياغة تقديرات وتوجيهات للحكومة.
وفي الولايات المتحدة، لم يكن الوضع أفضل، حيث تحدث جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، قبيل الهجوم، عن وضع "وردي" في الشرق الأوسط، مقارنة بالماضي. وأعرب عن تفاؤله بتهدئة الوضع وتخفيف التوترات في المنطقة. وأشار إلى استقرار الوضع في اليمن وتوقف الهجمات الإيرانية على القوات الأميركية.
ومع ذلك، تلقت تصريحات سوليفان انتقادات حادة، واعتبرها البعض "أخطاء فادحة". وبعد وقوع الهجوم واندلاع الحرب، أقرت الولايات المتحدة بأنها أخطأت في تقدير التهديد الذي تواجهه، وبدأت في نقل قوات ومعدات عسكرية بتكلفة باهظة إلى الشرق الأوسط، وزادت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية.

اكتب تعليقك اذا كان لديك اي تسائل عن الموضوع